Tev-Dem

آلدار خليل: معركة ادلب … إلى أين ؟

483

معركة ادلب … إلى أين ؟

الوضع في سوريا بات في تطور متسارع أمام بداية نهاية الإرهاب في سوريا من جهة وزيادة دور الكثير من الدول على الساحة السورية من جهة أخرى، حيث أن التوازنات الدولية في سوريا تتجه نحو مرحلة جديدة قد تثمر هذه المرحلة بداياتٍ تساهم في الحد من دور بعض الدول في سوريا أو تُقلِّص دور البعض الآخر وبخاصة بعد لقاء ترامب – بوتين الأخير، بالإضافة لمفرزات ناتجة عن الوضع السوري داخلياً منها تراجع دور المعارضة ورهانها الفاشل على تركيا في استقطاب الحل أو تسلُّم الحكم وكذلك النتائج الميدانية على الأرض أكثرها أهمية؛ تقدم القوى الديمقراطية في تضييق الخناق على جيوب الإرهاب المتبقية في مثلث الحدود الشرقية – الشمالية. يُضاف إلى ذلك تزايد الحديث عن حلٍّ سياسي وصياغة دستور جديد وكذلك العمل على دفع عملية التفاوض دولياً في جنيف.

تعتبر اليوم مدينة إدلب ملاذاً للمرتزقة، حيث يتواجد فيها معظم الفصائل والقوى المدعومة من تركيا، فبعد نهاية العمليات العسكرية للنظام بالدعم والتعاون الروسي في جنوب سوريا؛ تتجه الأنظار نحو إدلب فما هي النتائج المتوقعة لمعركة إدلب؟!

ومن المعلوم أنَّ التعاون والتفاهم التركي – الروسي وبخاصة في موضوع جرابلس والباب مقابل حلب الاتفاق الذي أدخل تركيا إلى سوريا بموجب انسحاب فصائل مدعومة تركياً من محيط حلب ومن ثمَّ موضوع داريا وإجلاء المسلحين منها إلى إدلب وبعدها الغوطة مقابل عفرين؛ كل هذه الأمور كانت تفاهمات واتفاقات ساهمت من جهة في دعم الوجود والتوسع التركي في سوريا ومن جهة أخرى ساهمت روسيا في إعادة الاعتبار للنظام السوري عن طريق دعمها له في التوسع طبعاً بالإضافة للحصول الروسي على تنازلات من تركيا وكسب مواقف منها حيال العديد من القضايا والأمور الإقليمية والدولية.

هذه التفاهمات الآن في خطر في حال توجُّه المعركة نحو إدلب، حيث الثقل التركي الموجود هناك والمُتمثِّل بالمجموعات الإرهابية المسلحة وبخاصة الوجه البديل لتركيا في سوريا من قبيل الجيش التركمنستاني ومجموعات خراسان، بالإضافة لفصائل أخرى قد يؤدي إلى حصول نوع من التصادم أو تطور الخلافات بين روسيا وتركيا، حيث لن تتخلى تركيا عن تلك المجموعات وهذا ما سيعرضها للمواجهة مع روسيا ومن زاوية أخرى ستكون تركيا أمام موقف عدم الالتزام بالعهود التي منحتها لروسيا في القضايا المتفق عليها. معركة إدلب تحمل تطورات ستكون دون شك عنوان لمرحلة جديدة تتصاعد فيها المواقف وتتصادم من ناحية أخرى، إجمالاً نحن نرى أنَّ المعركة في أدنى مستوياتها، إن تمَّت فستؤثر على الكثير من العلاقات بالتحديد بين روسيا وتركيا، وما نراه وهو المهم أنَّ تركيا لن تستطيع الحفاظ على مناطق احتلالها في سوريا وبشكل مباشر في عفرين أمام هذه التطورات.

التوتر القادم في إدلب سيكون عاملاً مساعداً ومهماً من أجل الحد من الدور التركي في سوريا، وفي تناول الموضوع من زاوية أخرى، حيث أمام مقاومة شعبنا ونضاله من أجل تحرير عفرين وما يبديه من بطولات ستساهم المرحلة القادمة والمتغيِّرات في دعم موقف شعبنا وقراره من خلال الاستفادة من تلك التطوُّرات وهنا لا بدَّ من توضيح نقطة هامة وهي أنَّنا لا نراهن على تطور بعض الأمور وتصادمٍ في المواقف سواء من أجل تحرير عفرين أم من أجل تحقيق مشروعنا في الحل الديمقراطي وفق أسس تُحقِّق حل القضية الكردية في سوريا وتدعم التطور نحو التغيير في عموم سوريا. لكن؛ ننظر إلى التحولات والمتغيرات بأنها تُهيئ الظروف لتسريع خطواتنا.

من الخطأ أن تفكر أي دولة في أن التفاهم حول إدلب ممكن حيث محاولات العمل للالتقاء مع الطرف التركي والتفاهم حول نقاط فيما يخص وضع المدينة أو تواجد الإرهابيين فيها ستفضح علاقات منظمة مع تلك الجهات ذاتها بغض النظر عمن سيحاول إرضاء تركيا. دورنا كشمال سوريا مهم حيث سيتوضَّح مدى ثبات موقفنا وتأكيدنا لدور تركيا الاحتلالي المعادي للشعب السوري كذلك لا نرى أنَّنا بعيدون عن أن نكون طرفاً أكثر تأثيراً في إدلب من خلال دعمنا لاجتثاث الإرهاب هناك والمساهمة في الحد من الدور التركي وإفشال مخططات أردوغان في إدامة أمد الحرب وتحقيق أهدافه في عفرين من خلال ما تمارسه الفصائل التابعة له من تغيير ديموغرافي ونهب للمنازل ،والاستيلاء على الممتلكات بالإضافة لعمليات القتل، والخطف، والأفعال المُغايرة للمعايير الأخلاقية والحقوقية.