Tev-Dem

’الهدف ليس قنديل، بل تقسيم باشور كردستان‘

333

قال صحفيون من باشور كردستان أن الدولة التركية لا تستهدف قنديل فقط، بل تسعى إلى إخراج الشعب الكردي في باشور كردستان كما فعلت في عفرين. الصحفيون استنكروا أيضاً تصريحات نيجيرفان البارزاني ووصفوها بـ “الاستهتار بالدم الكردي”.

مع استمرار هجمات دولة الاحتلال التركية ضد مناطق باشور كردستان واجتياحها أراضي باشور لمسافة 40 كم، تتزايد ردود الأفعال الاجتماعية والشعبية، خاصة أن هذه الهجمات أسفرت عن ضحايا مدنيين. ردود الأفعال الاجتماعية والشعبية تحولت إلى استياء ومواقف سياسية بالتزامن مع تصريحات أدلى بها رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان البارزاني في 4 تموز الجاري شرعن فيها الاحتلال التركي ووصف وجود مقاتلي حركة الحرية في باشور بـ “الاحتلال”.

صحفيون من باشور كردستان تحدثوا لوكالتنا عن أسباب وتداعيات الاحتلال التركي لباشور وكذلك تصريحات البارزاني وعن دور الصحفيين في مواجهة الاحتلال.

’يسعون إلى إخراج الشعب الكردي من باشور كردستان، كما فعلوا في عفرين‘

الصحفي برهان حاجي سليمان وفي معرض حديثه عن أهداف الاحتلال التركي لأراضي باشور قال إن الدولة التركية ستحارب كل بادرة أو شرارة كردية نحو المطالبة بحريتهم، سواء في كردستان أو أي مكان في العالم. وأشار سليمان إلى هجمات الدولة التركية ضد مناطق روج آفا أيضاً وقال “على مرأى من العالم أجمع هاجمت الدولة التركية منطقة عفرين وأخرجت الشعب الكردي من هناك”. وأكد سليمان إن الهدف الأساسي للدولة التركية ليس قنديل “هناك مخططات أعمق وأكبر، الدولة التركية تسعى للسيطرة على كامل أراضي باشور كردستان، ولها أطماع خاصة بأراضي كركوك، وكما احتلت عفرين وأخرجت الكرد من هناك وأسكنت بدلاً منهم عوائل المرتزقة فإن تركيا تسعى إلى فعل نفس الشيء في باشور كردستان أيضاً”.

’تركيا تريد إضعاف الكرد والسيطرة على كردستان‘

الصحفي شفان محمد تحدث عن أهداف الاحتلال التركي لأراضي باشور كردستان “في هذه المرة هناك أهداف مختلفة للاحتلال التركي لأراضي باشور، ففي أعوام التسعينيات كان الأمر مؤقتاً وتكتيكيا، ولكن تسعى الآن إلى احتلال استراتيجي دائم للمنطقة. وبشكل خاص المناطق الممتدة بين زاخو وقنديل وصولاً إلى الحدود الإيرانية”. وبرأي سليمان أن هناك سببان رئيسيان للاحتلال التركي لأراضي باشور “السبب الأول هو أن تركيا تسعى إلى بسط سيطرتها على المنطقة، وإضعاف الكرد والسيطرة على إقليم كردستان. أما السبب الثاني فهو سعيها للوصول إلى الحدود الإيرانية”.

’الهجمات على قنديل لن تنجح‘

وبحسب شفان محمد أيضاً فإن هجمات جيش الاحتلال التركي على قنديل ستفشل لسببين “فعلى الرغم من أن تركيا تتصرف حتى الآن وكأن إيران إلى جانبها، إلا أن إيران لم تبدي أي موقف حتى الآن، فكما نعلم جميعاً فإن هناك قوتين رئيسيتين في منطقة الشرق الأوسط وهما الشيعة السنة، إيران وشيعة العراق يمثلان الجانب الشيعي، وتركيا والسعودية تمثلان الجانب السني، ورغم بعض التفاهمات المرحلية بين تركيا وإيران فيما يتعلق بالقضية الكردية، إلا أنهما تبقيان قوتين متناحرتين، وعليه فإن اقتراب القوات التركية من الحدود الإيرانية سيثير حفيظة إيران، وعليه فإن هذا الهجوم لن ينجح هكذا بسهولة. ومن جانب آخر فإن شعب المنطقة ليس إلى جانب تركيا، الذين يقفون مع تركيا هم حماة القرى في باكور وبعض القوى المرتزقة من سوريا. هؤلاء ليسوا من أهالي وسكان المنطقة، لا يستطيعون البقاء هناك طويلاً لأن شعوب المنطقة لن تقبل بهم. ولا ننسى أن الشتاء قادم بعد أشهر وجبال المنطقة وعرة جداً، الجيش التركي لا يستطيع القتال في تلك الجبال.  ولكن في حال عمدت جهة كردية إلى دعم الاحتلال التركي، وحالياً الحزب الديمقراطي هو الأقرب إلى تركيا، فإن تركيا قد تستفيد من التشرذم الكردي”.

’تصريحات البارزاني استهتار بالدم الكردي‘

وفي تعليقه على تصريحات نيجيرفان البارزاني التي تشرعن الاحتلال التركي قال الصحفي برهان حاجي سليمان إن هذه التصريحات لا تعبر عن لسان حال شعب إقليم كردستان، بل إنها تخضع لمصالح وعلاقات معينة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والدولة التركية. سليمان عبر عن استيائه من تصريحات البارزاني التي تشرعن قتل المدنيين الكرد على يد الجيش التركي “هذه التصريحات هي استهتار بالدم الكردي، ففي أي بلد آخر عندما يقتل المدنيون على يد دولة أخرى، فإن حكومة ذلك البلد لا بد أن ترد على الهجمات. ولكنه (البارزاني) يسترخص دماء الكرد لإرضاء الدول الأجنبية. هذه التصريحات لا تعبر عن رأي أهالي باشور، بل تتعلق بالحزب الديمقراطي وحزب العدالة، الشعب يعارض أي احتلال أجنبي، هذه التصريحات تلحق ضرراً كبيراً بالشعب الكرد وبدماء الكرد”.

,هذا الاحتلال سوف يؤدي إلى تقسيم إقليم كردستان‘

الصحفي شفان محمد تطرق في حديثه إلى مواقف أهالي باشور وكذلك الأحزاب السياسية في مواجهة الاحتلال التركي “لطالما كان أهالي باشور ضد جميع أشكال الاحتلال. ولكن مواقف الأحزاب السياسية متباينة، فالحزب الديمقراطي يقف إلى جانب تركيا، والأطراف الأخرى صامتة. لكن الشعب يرفض الاحتلال، وفي حال استمر هذا الاحتلال فإنه سيسبب شرخاً في السياسة الكردية وبين أبناء الشعب الكردي، وستؤدي إلى حرب أهلية كما حدث في أعوام التسعينيات، وستستفيد دول مثل إيران وتركيا من الانقسام الكردي. نتمنى أن يوحد الشعب الكردي صفوفه ضد الاحتلال، وإلا فإن خطراً كبيراً سيهدد القيم القومية للشعب الكردي، وفي حال استمرار هذا الاحتلال فإن الشعب سوف يتصدى له وربما ينقسم الشارع الكردي إلى قسمين”.

’حزبي الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني يسيطران على الإعلام‘

وحول مواقف وردود أفعال الإعلاميين والصحفيين إزاء الاحتلال التركي قال الصحفي برهان حاجي سليمان إن الاحتلال أحدث انقساماً قومياً في كردستان، لذلك فإن كل طرف يمارس السياسية بمعزل عن الآخر. ورغم أن الأوساط الإعلامية والمثقفين يعارضون الاحتلال ويعبرون عن مواقفهم، ولكنهم لم يتمكنوا من التأثير على الأطراف السياسية.

ونوه سليمان إلى أن الإعلام مثله مثل السياسية انقسم إلى قسمين “القنوات والوسائل الإعلامية المؤثرة هي تحت سيطرة الصحفيين التابعين للأحزاب، وكذلك الصحفيين يتبعون لتلك الأحزاب. الإعلام المستقل ينشر الأخبار والتقارير حول موضوع الاحتلال التركي، إلا أن تأثير هذه الوسائل الإعلامية يبقى ضعيفاً، فوسائل الإعلام الرئيسية هي تحت سيطرة الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني”.