Tev-Dem

أهالي قامشلو: نعاني من قلة الرقابة على الواقع الصحي

370

يعاني أهالي قامشلو من ارتفاع واختلاف أسعار الأدوية في الصيدليات، إضافة إلى ارتفاع أجور المعاينات والتحاليل الطبية، فيما تؤكد إدارة الصحة أن لجان مراقبة تابعة لها تشرف على ضبط المخالفات، وطالبت الأهالي بالتبليغ عن أية مخالفة، كما أكدت مساعيها من أجل مجانية الطبابة.

مدينة قامشلو، وهي مركز مقاطعة قامشلو في إقليم الجزيرة، تضم 7 أحياء رئيسية وهي أحياء الهليلية، كورنيش، جودي، عنترية، قدور بلك، الآشورية، البشيرية والحي الغربي. كان يبلغ عدد سكانها حوالي 200 ألف نسمة، ولكن هذا العدد تزايد كثيراً جراء النزوح من المناطق السورية الأخرى ليصل العدد إلى حوالي 500 ألف نسمة. يوجد في مدينة قامشلو 12 مشفى، وهي؛ المشفى الوطني (التابع للنظام)، مشفى الشهيد خبات (التابع للإدارة الذاتية، وهو مشفى عسكري)، إضافة إلى مشافي الكندي، الرازي، الرحمة، السلام، نافذ، الكلمة، الأمل، دار الشفاء، فرمان ومشفى النور، وهي مشافي خاصة. كما توجد 4 مستوصفات تابعة للإدارة الذاتية اثنان منها في حي الهليلية وآخر في الكورنيش والرابع في حي بشيرية، وهي تقدم الخدمات الإسعافية ومعاينات الأمراض الداخلية والأطفال ومرض اللشمانيا والحالات المرضية الخفيفة وكذلك الأمراض المزمنة.

معظم المشافي الموجودة في قامشلو هي مشافي خاصة، وبحسب الأهالي فإن هذه المشافي تتقاضى مبالغ كبيرة لقاء خدماتها الطبية.

’الأطباء يتقاضون أجوراً باهظة ولا يهتمون بالمرضى بشكل جيد‘

وحول موضوع المعاينات الطبية في مدينة قامشلو قالت المواطنة زينب جاويش أن الأطباء يتقاضون أجوراً باهظة لقاء المعاينة، وأضافت بهذا الصدد “على الأطباء النظر إلى الأوضاع المعيشية للأهالي”. عبد القادر جاويش وهو زوج زينب قال إن الأطباء لا يهتمون بالمرضى أثناء المعاينات مقارنة بالمبالغ الباهظة التي يتقاضونها، “نظراً لكثرة عدد المراجعين يومياً فإن الأطباء لا يجدون الوقت الكافي للاهتمام بمرضاهم”.

ونحن بدورنا نقلنا انتقادات الأهالي إلى الرئيسة المشتركة لاتحاد الأطباء في قامشلو الدكتورة نركز عيسى حصاف. حصاف ردت على انتقادات الأهالي وقالت إن هناك 250 طبيباً في قامشلو بينهم 181 طبيباً أعضاء في اتحاد الأطباء “تتراوح أجور المعاينات الطبية بين ألفين وثلاثة آلاف ليرة، وهذا ليس مبلغاً كبيراً، هناك أطباء قدماء ومختصون، بعض الأطباء يعالجون الأمراض الحرجة ويستخدمون أجهزة مكلفة في معاينة المرضى، هؤلاء يتقاضون 3 آلاف ليرة عن المعاينة. كما أن جميع الأطباء ليسوا أعضاء في الاتحاد، ولا نستطيع التدخل في شؤونهم”.

’تزايد عدد النازحين، وبالتالي تزايدت الحالات المرضية‘

وحول نفس الموضوع أيضاً تحدثت مزكين شيخي وهي الرئيسة المشتركة لمجلس الصحة في قامشلو، وقالت شيخي إنهم يأخذون الوضع الاقتصادي للأهالي بعين الاعتبار إلا أنهم لا يستطيعون منع الأطباء من استيفاء أجور المعاينات “بسبب تزايد عدد النازحين في مدينة قامشلو فإن المدينة تشهد كثافة سكانية كبيرة، مما أدى إلى تزايد أعداد المرضى أيضاً، وبالتالي يضطر الأطباء إلى معاينة عدد كبير من المرضى يومياً. إذا كانت هناك تجاوزات من قبل الأطباء بحق شخص معين فإن عليه التوجه بالشكوى إلى الجهات المعنية، لكي نتمكن من حل المشكلة”.

’المخابر الطبية والصيدليات تنهب الأهالي‘

من الظواهر الأخرى التي يعاني منها الأهالي كثيراً هي الأسعار الباهظة للأدوية في الصيدليات وكذلك الأجور الباهظة التي تتقاضاها المخابر الطبية. مثل أجور التحاليل والتصوير بالأشعة. المواطن ميسر عزوان قال إنه اضطر إلى مراجعة أحد المخابر في إحدى المستشفيات لإجراء تصوير للصدر، وأضاف “تقاضى المخبر مبلغ 11 ألف ليرة ثمناً لتصوير الصدر، يضاف إليها 3 آلاف أجرة معاينة الطبيب، عدا عن أنني يجب أن اشتري بعض الأدوية. وكل صيدلية تبيع الأدوية بحسب هواها، نطالب بالعمل من أجل خفض أسعار الأدوية والتحاليل والمعاينات، يجب على الإدارة أن تنظر في هذا الموضوع”.

المواطن حسن محمد قال بهذا الصدد أن الأهالي يعانون من سوء الأحوال المادية والاقتصادية ولا يتمكنون من مراجعة الأطباء، وأضاف “نطالب بتخفيض أسعار الأدوية وكذلك أجور المعاينات وأجور التحاليل الطبية. يجب على الجهات المعنية النظر في هذا الموضوع”.

’تأتي الأدوية من مصادر مختلفة وبطرق مختلفة، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها‘

وبحسب الرئيس المشترك لاتحاد الصيادلة في مدينة قامشلو دهام شيخموس، توجد في مدينة قامشلو 180 صيدلية. وفيما يتعلق بانتقادات الأهالي قال شيخموس “تدخل الأدوية إلى المدنية بطرق مختلفة ويتم بيعها للصيدليات، بعض الأدوية تدخل بواسطة الطائرات، وبعضها يتم جلبها عبر الطرق البرية، وأجور النقل تختلف من طريق إلى آخر، وعليه فإن كل واحد يحدد سعر الأدوية بحسب تكاليف النقل عبر هذه الطرق. بحسب القوانين فإن مستودعات الأدوية يحق لها إضافة نسبة 10 إلى20  بالمائة على سعر الأدوية أثناء بيعها للصيدليات، فيما يحق للصيدليات إضافة نسبة 25 بالمائة أثناء بيعها للمرضى.”

’وضع الحرب يعرقل تنفيذ مشاريعنا‘

الرئيسة المشتركة للمجلس الصحي في قامشلو مزكين شيخي قالت إن أوضاع الحرب في المنطقة يعرقل تنفيذ مشاريعهم الخاصة بالواقع الصحي، وأضافت “لدينا مشاريع لإنشاء مشافي ومستوصفات، ولكن الوضع الحالي يعرقل تنفيذ هذه المشاريع، حالياً لدينا مشاريع لإنشاء مستوصفات في القرى، ودعم المستوصفات الموجودة، كما أن لدينا مشروعاً لبناء مشفى كبير، ولكن لم يتم حتى الآن تخصيص الميزانية اللازمة لتنفيذه. يجب على الأهالي أن يدركوا أننا نمر في ظروف طارئة”.

’لدينا مساعي لتقديم الخدمات الطبية المجانية‘

الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة عبير حصاف تحدثت حول الواقع الصحي في شمال سوريا وروج آفا “خلال أعوام 2011 و 2016 كانت المنطقة تعيش تحت الحصار لم تدخل الأدوية إلى المنطقة، ومنذ تلك الفترة وحتى الآن نسعى من أجل تحسين هذا الوضع، ونسعى الآن إلى افتتاح المستوصفات في القرى والمدن، ويجب ألا  ننسى أننا لا نملك الإمكانات اللازمة، نحن نسعى إلى تقديم الخدمات الطبية المجانية ولدينا مشاريع جديدة بهذا الصدد.”