Tev-Dem

كونفرانس تحرير عفرين يعلن النفير العام لتحرير عفرين

405

أعلن البيان الختامي لـ “كونفرانس تحرير عفرين”، عن النفير العام لتحرير عفرين، وجاء في البيان “بروح شهداء مقاومة العصر سنصعد من وتيرة حملة الانتقام لتحرير مقاطعة عفرين من الاحتلال التركي ومرتزقته”.

كانت مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية قد عقدت كونفرانس تحرير عفرين في مقاطعة الشهباء، لنقاش المستجدات الأخيرة ووضع خارطة طريق لتحرير عفرين، وانتهى الكونفرانس ببيان، أعلن فيه النفير العام لتحرير عفرين.

“البيان الختامي لكونفرانس تحرير (عفرين)

إلى الرأي العام؛ انطلقت الثورة السورية من عام 2011 بشعارات الحرية والديمقراطية، لتنحرف باكراً عن مسارها وتجر البلاد إلى الانقسام والتقسيم، ونشر العداوات داخل النسيج الوطني الواحد على أسس عرقية ومذهبية، لتتحول إلى أزمة تدخّلت فيها الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية التي لعبت دوراً سلبياً، وسّعت من مساحات الصراع وأطالت عمرها.

وكان لروج آفا – شمال سوريا عامةً وعفرين خاصةً نصيب من مجمل التداعيات الحاصلة جراء هذه الصراعات، لكن إرادة مكونات الشمال السوري كانت أقوى من تلك التداعيات، مما جعلها تسيطر على هذه الفوضى عبر ثورة شعبية، وتطرح مشروعاً ديمقراطياً استطاعت من خلاله حماية أراضيها ومكتسباتها ومكوناتها، لا بل كانت ملاذاً آماناً لمئات آلاف الفارين من جحيم الحرب الطاحنة في باقي المدن السورية. وقدمت عفرين للسوريين والعالم أجمع نموذجاً رائداً في الديمقراطية المتمثلة في الإدارة الذاتية الديمقراطية من خلال مشاركة جميع أطياف ومكونات الوطن، لتكون بذلك مدخلاً للحل الشامل للأزمة السورية على أسس أخوة الشعوب والتعايش المشترك على نهج الأمة الديمقراطية.

لكن أعين العدو التركي ما فتئت تتربص بهذه التجربة، وتحاربها عبر أدواتها المأجورة من المرتزقة والمتطرفين تارةً، وتعبث بأمنها عبر قواتها على الحدود تارةً أخرى، لتصل هذه المحاولات إلى ذروتها في حربها الوحشية البربرية على عفرين والتي بدأت في 20/1/2018 بالتعاون مع أدواتها الرخيصة وبمؤامرة دولية، كانت روسيا شريكة في نسج خيوطها من خلال صفقة دنيئة، وفي ظل صمت دولي مخزي متجاوزة بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية.

مرة أخرى كان لمقاطعة عفرين بكل مكوناتها موقفها الجريء في اتخاذ قرار المقاومة ضد وحشية الاحتلال الأردوغاني الطوراني. لتكتب للتاريخ ملاحم تفوق الأسطورة في شتى صورها وتقول للعالم: إن القوات التي أسقطت عاصمة الإرهاب الداعشي من خلال المقاومة الشعبية، لن تترد في إسقاط داعميها المتمثلة في حكومة العدالة والتنمية.

خلافاً للتوقعات استمرت المقاومة 58 يوماً، شارك فيها جميع أبناء ومكونات الشمال السوري من (كرد وعرب وتركمان وآشور وسريان وأرمن) وقوى كردستانية ومناضلين أمميين، لتتحقق بذلك وحدة الصف التحرري في وجه ثاني قوة عسكرية في حلف الناتو التي استخدمت أحدث التقنيات العسكرية، بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً، أدت إلى استشهاد مئات المدنيين وانهيار البنى التحتية، مما أدى إلى نزوحٍ قسري لأكثر من 200 ألف نسمة من عفرين تفادياً لوقوع مجازر جماعية على غرار ما وقع في شنكال متجهين إلى مقاطعة الشهباء.

وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الاحتلال الجائر لعفرين، مارس فيها العدو التركي ومرتزقته أساليب الانتهاكات الدنيئة كافةً بحق المدنيين العزل من قتل ونهب واغتصاب وإحداث تغيير ديمغرافي. ونتيجة هذه التجاوزات والظروف، عقدت مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة عفرين وبحضور 250 عضواً من أعضاء المؤسسات والتيارات السياسية ومختلف شرائح المجتمع المدني، (كونفرانس تحرير عفرين) ما بين 18 و 21/6/ 2018. حيث بدأ الكونفرانس أعماله بتقييم الوضع السياسي والتنظيمي والنضالي والدفاع المشروع. تناول الكونفرانس مجمل النواقص والسلبيات وبناءً على ذلك قدم الإداريون نقدهم الذاتي معاهدين على تجاوز أخطائهم والتخلص من الثغرات والسلبيات. وتم تداول الآراء والمقترحات لمعالجة الهيكلية التنظيمية عبر النقاش اعتماداً على مبدأ النقد والنقد الذاتي متمثلاً بروح مقاومة العصر بمسؤولية وشفافية لائقة بقيم الشعب وشهداء المقاومة (آفيستا، كاركر، بارين، روجهات، آمد، بولات، إيلان) ليتوصل الكونفرانس إلى رسم خارطة طريق لحملة تحرير عفرين انطلاقاً من شعار: ((بروح شهداء مقاومة العصر نصعد وتيرة حملة الانتقام لتحرير عفرين)) مؤكدين على رفع وتيرة النضال على الأصعدة السياسية والشعبية والدبلوماسية والعسكرية كافةً، معلنين بذلك نفيراً عاماً للسير على خطى الشهداء وانتصاراً لإرادة الشعب باتخاذ قرارات تجعل الشرائح الاجتماعية كافةً في حالة العمل الدؤوب على الساحة المحلية والإقليمية والدولية إلى حين طرد الاحتلال التركي وتحرير عفرين. وأكد الحضور على إدانة وعدم شرعية المجالس المحلية المشكلة من قبل الاحتلال وتناشد الأهالي الباقين في عفرين باتخاذ موقف جريء وتاريخي  حيال ذلك.

في ختام الكونفرانس ناشد الحضور القوى والشرائح الديمقراطية الكردستانية والعالمية كافةً للقيام بواجبهم التاريخي للضغط على الحكومة التركية(حكومة العدالة والتنمية) لإنهاء احتلالها لمقاطعة عفرين. وأكدوا على عودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم تحت حماية المنظمات الدولية وهيئات حقوق الإنسان. كما دعا الكونفرانس شرائح المجتمع السوري إلى الوقوف جنباً إلى جنب مع مقاومة عفرين لطرد الاحتلال التركي والحفاظ على وحدة الأراضي السورية. وناشد الحضور مكونات المجتمع التركي كافةً بعدم الإدلاء بأصواتهم لقائمة العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة، لأن بقاء عصابة أردوغان على سدة الحكم هو ديمومة للديكتاتورية والاستبداد والإرهاب في الشرق الأوسط والعالم أجمع واستمرار احتلالها لعفرين وباقي المدن في الشمال السوري، والإدلاء بأصواتهم للقوى الديمقراطية”.

عاشت مقاومة العصر

المجد والخلود للشهداء

الموت والعار للفاشية التركية ولمرتزقتها

كونفرانس تحرير عفرين 21/6/2018″