Tev-Dem

صمود وإرادة المرأة يؤسس لتحرير عفرين من الاحتلال التركي

346

على الرغم من همجية الهجمات التي تعرضن لها في عفرين على يد جيش الاحتلال التركي، إلا أن نساء عفرين، لم يستسلمن لسياسات دولة الاحتلال التركي وبمجرد وصولهن إلى الشهباء بدأن ببناء قاعدة حياتية جديدة. وقالت عضوة منسقية مؤتمر ستار فاطمة لكتو إن صمود المرأة في عفرين في ظل الإمكانات والظروف الصعبة في مقاطعة الشهباء سيؤسس لتحرير عفرين من الاحتلال التركي.

في 20 كانون الثاني من العام الجاري، شن جيش الاحتلال التركي وعشرات  الآلاف من مرتزقته، هجوماً على مقاطعة عفرين، استهدفوا فيه الحجر والبشر، ما أجبر الأهالي للنزوح خوفاً من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها تركيا، وخصوصاً بحق النساء.

ولجأ الجميع إلى مناطق الشهباء التي لم يكن مضى فترة طويلة على تحريرها، لذا كانت هذه المنطقة تفتقر لأبسط المقومات التي يمكن الاعتماد عليها لبدء حياة جديدة. عضوة منسقية مؤتمر ستار فاطمة لكتو المتواجدة الآن في مناطق الشهباء تحدثت عن الإرادة القوية للمرأة في عفرين، وعدم استسلامها لسياسات دولة الاحتلال التركي وهجماته، في حديث لوكالة أنباء هاوار.

وفي بداية حديثها، استذكرت فاطمة لكتو المقاومة البطولية التي أبداها أبناء عفرين ومقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة على مدى 58 يوماً بوجه أعنف وأشرس الهجمات منذ بدء الأزمة السورية، ولفتت أن هذه المقاومة جاءت نتيجة حب سكان عفرين لوطنهم وتمسكهم بترابهم.

فاطمة أشارت إلى اضطرار الأهالي للنزوح من منازلهم باتجاه مناطق الشهباء التي تم تحريرها مؤخراً، نتيجة “هجمات ووحشية جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين، الأمر الذي لم يترك لهم مجالاً سوى النزوح”.

نساء عفرين عشن لحظات صعبة جداً تحت قصف الطائرات التركية وخلال فترة نزوحهن إلى مقاطعة الشهباء، حيث تعرضت قوافل النازحين لقصف طائرات جيش الاحتلال، ورغم النزوح والمعاناة إلا أن نساء عفرين أثبتن قوة إرادتهن وإصرارهن على الاستمرار بمسيرتهن النضالية.

وتصف فاطمة لكتو إرادة نساء عفرين بعد وصولهن إلى مقاطعة الشهباء قائلةً “مع وصول النساء إلى الشهباء بدأن ببناء قاعدة حياتية جديدة، ففي ظل الدمار الذي خلفه المرتزقة في الشهباء والألغام التي زرعوها، استطاعت المرأة أن تعمر المنازل وتحمي عائلتها وسط الافتقاد لأبسط المستلزمات اليومية والضرورية. بهذه الإرادة القوية أكدت أن المرأة في عفرين لم ولن تكون ضعيفة أمام سياسات تركيا الفاشية”.

وقارنت فاطمة لكتو بين نساء عفرين ونساء بقية المناطق السورية الأخرى التي تعرضت للدمار، وأوضحت أن المرأة في المناطق السورية الأخرى تأثرت كثيراً وباتت في حالة نفسية سيئة للغاية وبات مصيرها مرهوناً بيد غيرها، أما نساء عفرين فهن على العكس تماماً.

الفضل في هذه الإرادة القوية التي تتمتع بها المرأة في عفرين يعود إلى مؤتمر ستار كما أكدت فاطمة لكتو التي تابعت حديثها قائلةً “منذ بداية ثورة روج آفا افتتح مؤتمر ستار دورات تدريبية مكثفة للنساء وبينهن نساء عفرين، إلى جانب افتتاحه العديد من المشاريع التي فتحت الطريق أمام المرأة للتعرف على ذاتها وهويتها ومدى قدرتها على تنظيم نفسها والمجتمع”.

وبيّنت أن نتائج تلك التدريبات ظهرت بعد نزوح أهالي عفرين إلى مناطق الشهباء، وقالت “بفضل التنظيم الواعي بتنا نحن نساء عفرين ذوات إرادة قوية، لذا استطعنا إدارة شؤوننا، ولم نسمح لموجة التهجير قسراً أن تؤثر فينا”.

وفي ختام حديثها أكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار فاطمة لكتو إنهن كنساء عفرين ومهما جرى لن يقبلن الاستسلام، وقالت إن كفاح وصمود المرأة في عفرين في ظل الإمكانات والظروف الصعبة في مقاطعة الشهباء سيؤسس لتحرير عفرين من الاحتلال التركي.