Tev-Dem

قراءة في منعكسات الانتخابات التركية

357

آلدار خليل

باتت تركيا وبعد حوالي سبع سنوات من الأزمة في سورية لاعباً مهماً حينما نتناول ونشرح أبعاد الفوضى وتطور الإرهاب في سورية بحكم أنَّ خطوط الإمداد لخلق الفوضى وتفعيل الإرهاب سواء في النواحي المتعلقة بالدعم المباشر أو عمليات الفيتو والتدخل غير القانوني على بعض الطروحات والمواقف الوطنية التي تحاول ولا تزال التوجه نحو تحقيق الاستقرار بعمق وباستراتيجية في سورية من خلال مكونات وشرائح وطنية سورية يمثل مكونات شمال سورية في مقدمتهم.

أهمية الدور التركي بات في انحسار وتراجع بخاصة بعد أن طفت على السطح كلُّ المخططات والغايات غير الصادقة من قبل تركيا لا، بل وفضحت تلك الطفوة مواقف أبعد من الموقف التركي حيث التقارب الروسي مع تركيا وموضوع الحرب على عفرين ساهمت في إحداث تغييرات جديدة على كل الصعد محلياً وإقليمياً.

في الوقت الذي تعاني تركيا وبالتحديد في هذه الفترة من توتُّر في العلاقات مع أمريكا وتداخل الأمور وتفاقمها مع روسيا – غير العلني – وابتعاد ملف الانضمام للاتحاد الأوربي عن ساحة التفاوض مع أوروبا والصدام اللفظي مع إسرائيل والتصارع مع إيران في المد والنفوذ والخلافات مع اليونان حول الجزيرة القبرصية في ظل كل هذه المجريات والوقائع تركيا تتجه نحو انتخابات برلمانية ورئاسية في الرابع والعشرين من حزيران الجاري والتي تمثل مرحلة مهمة لتركيا وللمنطقة، فمن أين تأتي الأهمية؟.

ما هو قادم في تركيا وبالتحديد أتحدث عن الانتخابات ليس بشيء اعتيادي أو إجراء عادي حيث أن الموضوع لا يكمن في أنَّ هناك اقتراع فحسب، لو تناولنا موضوع الاستقدام الزمني أو الإعلان المبكِّر عن موعد الانتخابات سنجد أن دوافع الإسراع لم تأتِ من وجود حالة من الاستقرار وغياب التوتر وحدوث هدوء سياسي، بل على العكس هناك ما يثير الأمور ويزيد من القلائل نتيجة سياسات أردوغان في المنطقة ومن نتائج ذلك العلنية ما تطرَّقنا إليه آنفاً حينما تناولت شرح حالة الخناق على تركيا والتوترات الواضحة بينها وبين محاور إقليمية، بالمقابل الحرب على عفرين ساهمت في عملية فضح تعدَّى ما هو خفي في تركيا وأحرج روسيا وتوضَّحت بعض الأمور التي ساهمت تركيا وروسيا ومن معهما في إخفائها عن السوريين واستمرارهم قبل عملية الفضح في إبراز النوايا الحسنة والهادفة إلى الاستقرار في سورية- حسب زعمهم بالطبع-.

الانتخابات القادمة في تركيا عامل مهم ومؤثر في تحديد ملامح كثيرة للمرحلة القادمة حيث وفي حال فوز قوائم غير تابعة لأردوغان وفشله في الانتخابات الرئاسية هذا يعني حدوث تطورات لافتة وظهور عوامل جديدة في جميع النواحي أما في حال لجوئه إلى التزوير وشراء الذمم- وهذا شيء وارد بقوة- سيكون أردوغان أمام دفع فاتورة حسابات لسياساته وسيكون أمام مرحلة صعبة ولا يستطيع الخلاص من تبعات سياساته في سورية وفي العراق والشرق الأوسط حتى العالم.

المشاركة في الانتخابات والعمل على المراقبة بشدة وتجميع القوى والتركيز ووضع هدف هزيمة أردوغان أمام الأعين واجب ومشروع ضروري لما سينتج عنه من أحداث بدايتها تكمن في المساهمة بأحد الأشكال في تحرير عفرين – كعامل دعم- وتراجع دور أردوغان في سورية وظهور مواقف جديدة تكون إيجابية من النواحي كافة.

في روج آفا وشمال سورية ننظر إلى الانتخابات بأهمية ونحن على يقين من أنها ستكون مؤثرة وستنعكس بنتائجها علينا، في جميع الأحوال نحن ماضون في أهدافنا والتي تكمن أولوياتها الآن في تحرير عفرين وعلى هذا الأساس حراكنا السياسي، والدبلوماسي، والتنظيمي مستمر في التوجه والمنحى نفسه والذي سيكون موضع أولوية على الدوام حتى تحرير عفرين وتحقيق الحل الديمقراطي في سورية عامة.

المصدر : جريدة روناهي