أرسلت الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة عفرين رسالتين منفصلتين إلى المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، ودول الاتحاد الأوربي، حول مجريات الأحداث في عفرين.

وفيما يلي فحوى الرسالتين:

“-تستمر الممارسات الوحشية بحق الأهالي وانتهاكات الجيش التركي للقوانين الدولية، ما تسبب في نزوح الآلاف من المدنيين إلى المناطق المجاورة لعفرين، مما أدى إلى تفريغ المنطقة من سكانها الأصليين.

-يستغل الاحتلال التركي ومرتزقته الفراغ الذي حصل في مدينة عفرين لتغيير ديمغرافيتها حيث أقدموا على جلب عائلات المرتزقة وإسكانهم فيها، كما الحال في توطين الميليشيات الإرهابية في قريتي اكبس وموساكا بطلب من الجيش التركي.

-هذه الخطوة خطيرة من قبل الاحتلال التركي الذي بدأ بتوطين الميليشيات الإرهابية التابعة له في المناطق المجاورة للمدينة ومنحهم فرصة للحصول على المنازل المهجورة التي هرب منها مالكوها خوفاً من القصف والموت المحتم.

-عملية التغيير الديمغرافي في عفرين تجري على أرض الواقع بشكل جلي وواضح، حيث تم نقل 50 عائلة كانت قد أٌجليت من  الغوطة الشرقية إلى ناحية جندريس غربي عفرين، كما قام الاحتلال التركي مع فصائله الإرهابية  بتاريخ 21-4-2018بإفراغ قرية برأفا بناحية شرا من سكانها، وذلك بعد محاولات عدة لتهجيرهم، حيث  تم إخراج أهالي القرية إلى قرية جمان، وإن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته يمنعون عشرات العائلات من دخول القرية.

-تم توطين عوائل المرتزقة الجدد في حيي المحمودية والفيلات وسط المدينة، كما وتبين أنه تم توطين هذه العوائل بالقوة، حيث أن العملية لا تقتصر على خلع الأبواب والاستيلاء على المنازل ، حيث تم وصول 1148 مرتزقاً برفقة عوائلهم إلى عفرين، بعد أن خرجوا من القلمون الشرقي قرب العاصمة السورية دمشق.

-كذلك  الدفعة الثانية من مهجري بلدات ’’جيرود، العطنة، الناصرية والرحيبة’’، انطلقت نحو الشمال السوري، حيث تضم الدفعة أكثر من 30 حافلة تحمل على متنها ما لا يقل عن 1200 مرتزق من هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية.

-إن جيش الاحتلال التركي ومنذ اجتياحه  عفرين في الـ 18 من شهر كانون الثاني من العام الجاري، قام بتوطن  المئات من عوائل المرتزقة في نواحي عفرين، الذين تم إخراجهم من ريف دمشق بعد اتفاق تم بين تركيا وروسيا والنظام السوري.

-على صعيد آخر وبالتزامن مع التغيير الديمغرافي، تمنع الميليشيات الإرهابية الموالية لتركيا، أهالي المناطق التابعة لعفرين من العودة  إلى ديارهم ، ففي الوقت الذي يعيش فيه أهالي “عفرين” ظروفاً صعبة  وقاسية ويبيتون في العراء هرباً من الجرائم والانتهاكات، يتم إسكان أناس دخلاء في منازلهم، وتجري عملية تغيير ديمغرافي سراً وعلناً وأمام أنظار الجميع دون أي ردة فعل .

-التغيير الذي يتم من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته يجعل الأمر أكثر خطورة، إذ أن هذا الاحتلال يعبث بالأراضي السورية ويمزق أسسها وقيمها الاجتماعية التي هي من أكبر مرتكزات استقرارها.

-هناك تغييرات ديمغرافية أفسدت النسيج الاجتماع البشري في بقاع متعددة من سوريا.

-كذلك  هناك تغييرات حاصلة نتيجة التدمير والصراع وليست مرتبطة مباشرة بالبعد الطائفي.

-استبدال السكان الأصليين بعوائل المرتزقة، شهدته مؤخراً مدينة عفرين السورية من قبل الاحتلال التركي بشكل علني وهذا خطير للغاية.

-إن الهجوم على الشعب الآمن في عفرين من قبل الدولة التركية ومرتزقتها هجوم بربري خارق لكل القوانين والأعراف الدولية، كما أن الأسلحة التي تم استخدامها بما فيها الطائرات  هي ممارسات تشير بكل المعاني إلى أن الشعب السوري ما زال ضحية للتفاهمات والاتفاقات التي تحدث بين الدول، إن وجود الدولة التركية اليوم في عفرين خطر كبير على سوريا والمنطقة والعالم لما يخلق ذلك من تبعات من شأنها تعميق الفوضى وزيادة حدة الصراع وإعادة الإرهاب لتجميع قواه.

-أبشع تلك الممارسات التي وصلت إلى ذروتها هي استقدام عوائل المرتزقة الذين يشاركون الفاشية التركية هجماتها، وكذلك عائلات من منطقة أطمة وإعزاز ومن تركيا (كلس)، إلى جانب أفراد من المكون التركماني في العراق إلى قرى ناحية شيه “شيخ الحديد” وجنديرس في عملية تغيير ديموغرافي واضح وعلني كان قد أعلن عنه رئيس الفاشية التركية أردوغان منذ بداية الغزو على عفرين.

-بالإضافة إلى سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي قامت الدولة التركية بتغيير ديمغرافية عفرين وتغيير أسماء الأماكن والدوائر فيها، ما يعني أن هناك فرضاً لسياسة التتريك الأمر الذي يعيد إلى الأذهان المآسي التي ذاقتها شعوب المنطقة من السياسة ذاتها إبان الحكم العثماني البائد.

-عملية التغيير الديموغرافي سابقة خطيرة، يمكننا تفسير الأمور بأن تركيا تقوم بتهيئة الاستقرار للإرهابيين المصنفين دولياً في سوريا وبالمقابل يتم طرد السكان الأصليين كما حال شعب عفرين، هذا المخطط ينذر بعواقب وخيمة وجرّ الأمور نحو مستنقع مشابه لما يحدث في الجوار كما العراق ونحن لا نريد أن تكون سوريا كذلك.

-ممارسات  الجيش التركي وفصائل المرتزقة الموالية لها، ما هي إلا تأكيد على أن “هدف الغزو التركي”  منذ البداية هو إبادة الشعب السوري بشكل عام والكردي بشكل خاص في عفرين ومحو وجوده على أرضه، وكذلك إثارة الفتن  بين أبناء الشعب السوري، كل هذا كان لخدمة أجندات الفاشية التركية وإطالة الأزمة التي تواجهها سوريا، وعقد الصفقات على حساب حياة الشعب ومستقبله.

-إننا في الإدارة الذاتية الديمقراطية في عفرين نناشدكم كمنظمة حقوق الإنسان في العالم وكدول في الاتحاد الأوربي بالعمل وفق ما يمكن احتواء هذا المخطط الخطير – الاحتلال وعمليات التغيير الممنهجة-  حيث إننا نؤمن بدوركم  في العمل على الحد من هكذا ممارسات والتي تزيد من تفاقم الأمور في مناطق عفرين وعموم سوريا، كما نطالب بضرورة عودة عفرين إلى ما كانت عليه من استقرار ونضال ضد الإرهاب والمضي في البناء الديمقراطي وفق ما تكفله كل المواثيق والأعراف الدولية، كذلك نطالب بخروج الإرهابيين والدولة التركية منها بضمان دولي وبوجود قوة ثالثة تعمل على إعادة الأمن والاستقرار وتتيح للأهالي العودة إلى منازلهم وقراهم وتمنع عملية التغيير الديموغرافي والاستبدال البشري وحالات الاعتقال والاعتداء الوحشي والتعذيب والخطف وكل ما يجري هناك من انتهاكات لعهود ومواثيق حقوق الإنسان في العالم ونطالب بضرورة إرسالكم لممثليكم من أجل دخول عفرين وتقصي الحقائق ورؤية الانتهاكات التي تجري داخل عفرين.

مع خالص تقديرنا.

الإدارة الذاتية الديمقراطية – المجلس التنفيذي في عفرين”.