مركز الأخبار

وجاء في نص الرسالة الكتابية المرسلة من قبل الإدارة الذاتية في عفرين- المجلس التنفيذي إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، والتي وصلت نسخة منها لوكالتنا ما يلي:

“السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط المحترم:

تحية وبعد:

– نقتبس من كلمتكم في قمة القدس – ظهران ما تفضلتم به ( التهديدات الكبرى التي تواجهنا تتساوى في أهميتها وتتطابق في خطورتها) ونجد أننا جزء من هدف تلك التهديدات عينها، حيث ساهمت الدولة التركية منذ بداية الأزمة السورية في العمل لما هو مخالف ضد توجهات الشعب السوري، حيث عمدت إلى خلق الخلافات ودعمت الإرهاب بشكل واضح وقامت بتوجيه بعض الفئات السورية وفق ما يخدم مصالحها، إن ما تفعله تركيا اليوم في سوريا ليس بنتاج سياسة آنية وإنما امتداد لحقبة ماضية كانت قد اجتاحت المنطقة والعالم من خلال الحكم العثماني الذي دام لأربعة قرون وجعل المنطقة بما فيها الشرق الأوسط في اضمحلال وتخلف وركود اقتصادي وتفشٍ للفساد والطبقية فيها بالإضافة إلى ما هو الأخطر من كل هذا  وهو متعلق بطمس معالم الهوية الوطنية للشعوب وتشويه حضاراتهم ولغاتهم عبر حفنة من الإجراءات ومنها سياسة التتريك التي استهدفت آنذاك اللغة العربية بجزئها الأكبر.

-لقد حمل شعبنا الكردي ومعه عموم المكونات من عرب، وسريان، آرمن، كلدان، آشور مشروع التحول نحو بناء نموذج نوعي ضمن الأطر والأسس القانونية التي ننادي بها على الدوام من أجل وطن سوري واحد، وجغرافية واحدة تعيش عليها كل المكونات السورية في ألفة وتشاركية وتنوع حقيقي من خلال نموذج ديمقراطي مثالي يضع حداً لسيل الدماء في سوريا والمؤامرات التي تتم على حساب شعب سوريا وآخرها ما حدث بين روسيا وتركيا حول عفرين.

-هجوم الدولة التركية علينا في شمال سوريا ليس بدافع ما يتم الحديث عنه من قبل الدولة التركية الفاشية في العلن وإنما هو هجوم على مشروع مستقبل سوريا ووحدتها وتضامن شعبها  واستقرارها، حيث إننا لا نرى أنفسنا إلا جزءاً من شعب سوريا والوطن السوري ونكافح ونناضل من أجل الاستقرار والأمان فيها وتحقيق السلام وما مقاومتنا ضد تتار العصر من داعش ومثيلاتها وتقديمنا لآلاف الشهداء إلا دليل كاف وواضح على أننا نقاوم من أجل حماية عموم الوطن السوري ومنع تقسيمه وظهور النعرات والصراعات الطائفية فيه لأننا ما زلنا نتألم لحال العراق ولبنان وليبيا واليمن.

-السيد الأمين العام:

-على مدى قرابة الشهرين تم قصف مدينة عفرين وشعبها الآمن بمختلف صنوف الأسلحة بما فيها الطائرات في انتهاك واضح للقانون الدولي والأعراف الدولية وتم قصف البنى التحتية بشكل مباشر من مشافي، مدارس، دور عبادة، ومساكن آهلة بالسكان بالإضافة إلى الأماكن الحيوية المغذية ومنها سد ميدانكيه/ 17 نيسان الاستراتيجي.

-تركيا تساهم في الحفاظ على ما تبقى من الإرهاب في سوريا حيث أمام التقاط تنظيم داعش لأنفاسه الأخيرة قامت بالهجوم على عفرين في محاولة تقوية أواصره وكذلك قامت باستقبال من خرج من الغوطة ودوما والقلمون وقبلها بسنوات من داريا في مناطق إدلب ومؤخراً في مدينة عفرين وبدأت بحملة شبيهة تماماً كما كانت تفعل قبل حوالي مئتي عام حيث بثت الفتن والتفرقة وضربت المكونات ببعضها من خلال سياساتها المتعددة، أكثرها علانية اليوم هي سياسة التغيير الديموغرافي التي تقوم به تركيا ومرتزقتها بشكل ممنهج في عفرين، هذه السياسة من شأنها أن تخلق مخاطر حقيقية داخل الصف المجتمعي السوري لما لها من تبعات سلبية عانت منها شعوب المنطقة كثيراً وتهدد الأمن والاستقرار بشكل مباشر.

-وجود الدولة التركية اليوم في سوريا وقيامها بدعم المجموعات الإرهابية خطر على سوريا ووحدتها وعلى المنطقة برمتها بالإضافة إلى إعلان حكم الإعدام على الحل السياسي والاستقرار في سوريا، كما أن ممارسات الدولة التركية مفتّتة ومجزئة لوحدة سوريا والسوريين ومؤدية إلى عودة الإرهاب ونموه بشكل آخر مغاير للذي تم القضاء عليه وهذا خطر للغاية.

-إننا في الإدارة الذاتية الديمقراطية في عفرين نتشرف بمخاطبة مؤسسة عريقة تعمل على وحدة الدول وتكاتفها ونؤكد على أننا حريصون على وحدة الأراضي السورية وجاهزون للدفاع عن وحدتها كما أدينا واجبنا في نفس المنحى منذ ما يقارب سبع سنوات، ونود من الجامعة العربية الموقرة التحرك وفق ما تملك من إمكانات من أجل العمل على وضع حد لسياسات الدولة التركية في سوريا والعمل على إيصال صوت شعبنا في عفرين وفي سوريا إلى عموم العالم العربي والعالم وبيان حقيقة تعرضه لعدوان فاشي نتيجة مواقفه الرافضة لعملية تسليم الإرادة الوطنية السورية في عفرين للدولة التركية، كذلك فضح سياسات الاحتلال التركي ومنها فرض اللغة التركية وعمليات التغيير الديموغرافي في مدينتنا، نحن ماضون في مشروعنا الوطني السوري نحو خلق الاستقرار والديمقراطية ومستقبل آمن لعموم الشعب السوري وجاهزون لأي جهود مشتركة في نفس الغاية، السوريون أولى بالاتفاق فيما بينهم والحوار حول مستقبلهم بينما لغة الفرض والتدخل ودعم فئة على أخرى لهو وقع سيء يؤسس لمخاطر ويعيق الحل والاستقرار ويساهم في تجزئة الوطن السوري الذي لا نريده أن يكون إلا موحداً، ديمقراطياً، يعيش فيه كل السوريين في محبة ووئام”.