Tev-Dem

رسالة من شمال سوريا إلى برلمان الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة والمفوضية العليا للاجئين

343

ارسلت القوى السياسية والثقافية ووجهاء العشائر في شمال سوريا رسائل إلى كل من “برلمان الاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة، والمفوضية العليا للاجئين” يدعونهم لتقديم الدعم والمساعدة لتتبنى المنظمات الإنسانية مخيمات النازحين من أهالي عفرين في منطقة الشهباء، وتأمين ضمان وحماية دولية لشعب عفرين للعودة إلى أرضهم وبيوتهم تحت إشراف قوات حفظ السلام، وارسال لجان تقصي الحقائق إلى عفرين لتوثيق الانتهاكات التركية من عمليات التغير الديمغرافي والتطهير العرقي.

وكتبت القوى السياسية والثقافية ووجهاء العشائر في شمال سوريا في بداية رسائلها المرسلة إلى الجهات المذكورة مايلي:
السادة في برلمان الاتحاد الأوربي الموقرين، السيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس المحترم، السادة في المفوضية العليا للاجئين.. تحية لكم:
بدأت الدولة التركية بالتعاون مع الفصائل الارهابية المدعومة من قبلها بتاريخ 20 كانون الثاني/ 2018 / م بشن هجماتها البربرية على مقاطعة عفرين مستخدمة كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والطيران الحربي هادفة بذلك إلى تقسيم سوريا وإفشال مشروع الحل الديمقراطي المطروح لحل الازمة السورية والاستمرار في تنفيذ مخططاتها العثمانية الاحتلالية خارقة العهود والمواثيق الدولية.
نتيجة هذا الهجوم الوحشي وسط صمت دولي مروع, تم ارتكاب أفظع مجازر بحق الانسانية على الإطلاق, حيث بلغ عدد الضحايا ما يزيد عن 800 (ثمان مائة) بينهم 87 ( سبع وثمانون) طفل و 471 ( أربعة مائة وإحدى وسبعون) رجل و93 (ثلاث وتسعون) إمرأة من الجرحى ومن الشهداء 32 (إثنان وثلاثون) طفل منهم من لم يتجاوز الثلاث سنوات و (مئة وسبع وستون)167 رجل و 28 (ثمان وعشرون) من النساء، وخلَف العدوان مجازر جماعية وأبيدت عائلات بالكامل, حيث دمرت منازل فوق رؤوس سكانها مثل مجزرة جلبرة- معبطلي- جندريسه وغيرها.
منذ اليوم الأول تم ترهيب السكان والعمل على تهجيرهم قسرياً عبر استهداف البنى التحتية ومقومات الحياة, من مراكز المياه والكهرباء وعلى رأسها, تم استهداف سد ميدانكي الإستراتيجي بالطيران الحربي.
نتيجة هذا الهجوم تم تعطيل العملية التعليمية لـ 45 خمس وأربعون ألف طالب بعد استهداف المدراس وتم تدمير عدد من المدارس حيث بلغت ( 48) ثمان وأربعون مدرسة واستشهاد / 35 / خمس وثلاثون طالباً واستشهد (2) اثنين من المدرسين وكذلك تم حرمان (1150) ألف و مئة وخمسون طالباً من التعليم العالي.
نتج عن الهجوم الوحشي تهجير قسري لما يقارب (200) مئتا ألف مدني إلى مقاطعة الشهباء التي بدورها تفتقر لأبسط مقومات الحياة على اعتبارها شهدت دماراً على يد الإهارب المتمثل بداعش والفصائل المسلحة الأخرى, وذلك قبل تحريرها. وأصبح هؤلاء في مناطق الشهباء بلا مأوى وطعام ودواء وحليب أطفال, وبقوا في العراء أيام وليالي دون أن تقوم أي منظمة انسانية أو اغاثية أو طبية بمهامها الانسانية ومرافقتهم في نزوحهم القسري وراح ضحية هذا النزوح اللا إنساني العشرات من الأطفال وكبار السن.
الادارة الذاتية في مقاطعة عفرين والشهباء, وبدعم من أهلنا في الشمال السوري استطاعوا و كحالة اسعافية تقديم بعض الخدمات الاساسية لهؤلاء المدنيين, لكن هذه الامكانيات غير كافية, واعتمادا على الإمكانيات الذاتية تم نصب مخيمات في موقعين / مخيم المقاومة ومخيم العصر/ وتم ايواء مايقارب 1000 ألف عائلة لحين هذا التاريخ .
ولازال أعداد كبيرة يسكنون في المدارس والجوامع, وفي بيوت مهدمة غير قابلة للسكن, ولا زال هؤلاء الأبرياء يدفعون فاتورة الحرب يومياً, ويذهب ضحية هذه الظروف الأطفال الابرياء نتيجة الألغام المزروعة في هذه المنطقة, أو بسبب نقص الدواء والحليب والخدمات الصحية, ورغم المناشدة للعديد من المنظمات بإرسال لجان تقصي وبحث الحقائق الى هذه المنطقة والقيام بمسؤولياتها, ولكن لحد الآن لم نجد أي رد أو تعاون من أحد.
اننا باسم القوى السياسية والثقافية ووجهاء العشائر في شمال سوريا نناشد المنظمات الدولية المعنية وعلى رأسهم دول الإتحاد الآوربي، الأمم المتحدة و المفوضية العليا للاجئين بتقديم الدعم والمساعدة وأن تتبنى المنظمات الإنسانية مخيمات النازحين من عفرين في منطقة الشهباء، كما ندعو المجتمع الدولي بتأمين ضمان حماية دولية لشعب عفرين بحيث يتمكنوا من العودة إلى أرضهم وبيوتهم تحت إشراف قوات حفظ السلام، وندعو كافة المنظمات ذات الشأن التابعة للاتحاد الأوربي أن تذهب الى عفرين وأن توثق الانتهاكات التي تقوم بها الدولة التركية من عمليات التغير الديمغرافي والتطهير العرقي التي تحصل في عفرين حيث يتم توطين عائلات إرهابي الغوطة في قرى مقاطعة عفرين مثل / باسوطة- جنديرس – ميركان- بلبل / أمام مرأى أصحاب هذه المنازل وطرد سكانها الأصليين وهناك المئات من الأسرى والمحتجزين لا زال مصيرهم مجهولاً.
ايضا ندعوهم للقيام بالكشف عن ما تقوم به الفاشية التركية من سياسة التتريك عبر تغيير اللوحات وكتابتها باللغة التركية ومحاولة القضاء على الهوية الكردية السورية وفرض اللغة التركية على الأهالي ورفع العلم التركي وتعيين والي تركي هناك. وما تقوم به من نشر للتطرف الديني عبر فرض طقوس دينية على الايزيديين والعلويين ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية واستهدافهم بالقتل والتعذيب فقط لمجرد الاختلاف معهم في الهوية الدينية بعد أن كانت كل القوميات والأطياف والمذاهب متعايشة مع بعضها في ظل مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية.
مع تقديرنا ..
القوى السياسية و الثقافية ووجهاء العشائر في شمال سوريا.