كري سبي
ويقطع أهالي البلدة وقراها مسافة 20كيلو متر للحصول على مياه الشرب من قناة ري تل السمن أو دفع مبالغ مالية ليشتروا المياه من أصحاب الصهاريج الخاصة بسعر 1000ليرة لكل 1000لتر من المياه والتي قد لا تصلح للشرب أحياناً.
ولم يكن أمام أهالي البلدة سوى حفر الآبار داخل المنازل لاستخراج المياه المالحة لعلها تقتصر عليهم جزءً من المعاناة بتوفير جزء من المياه التي يتم استهلاكها لري المواشي أو أغراض منزلية أخرى، ومع قدوم فصل الصيف وحرارته المرتفعة سيدفع الأهالي في المنطقة لتضاعف كميات المياه المستهلكة الأمر الذي يشكل عقبة أمام الأهالي وازدياد تخوفهم.
وكل هذه المشاكل من جهة واعتماد أهالي البلدة من جهة أخرى على الزراعة بالدرجة الأولى وتوقفها مع انقطاع المياه الأمر الذي دفع بعض الأهالي إلى ترك منازلهم والنزوح إلى القرى المجاورة التي تتوافر فيها الزراعة للعمل هناك خلال مواسم الزراعة الرئيسية.
ومن خلال جولة ببلدة الهيشة لرصد معاناة الأهالي قال المواطن محمد العايد من أهالي البلدة: ندفع وبشكل يومي مبالغ مالية لتأمين المياه ولا يوجد لدينا مصدر دخل لتوفير المال سوى الزراعة والتي توقفت مع انقطاع المياه منذ ما يقارب أكثر من عامين.
وفي سياق متصل قالت المواطنة فضة العلي أنهم أصبحوا يفكرون في الهجرة من البلدة إلى المناطق التي تتوفر فيها مياه الشرب والزراعة لأنهم لا يستطيعون شراء المياه بشكل يومي.
وأشار الرئيس المشترك لبلدية الهيشة حميدي عبد المحمد أن مشكلة مياه الشرب لن تحل إلا بعد إصلاح مضخة رفع تل السمن التي توصل المياه إلى مضخة الهيشة التي تغذي البلدة بمياه الري والشرب، وخلال الفترة السابقة، قمنا بجولات على المضخة مع مهندسين مختصين للكشف على أعطال المضخة، حيث تبين عمل الأجهزة الرئيسية فيها وحاجتها للصيانة وتمديد شبكة كهرباء جديدة وتقييم الإصلاح بمبلغ 20مليون ليرة سورية لإعادة تأهيلها.
وناشد أهالي البلدة الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية للإسراع بإصلاح المضخة.
هذا وشغلت لجنة الري التي تتبع للجنة الاقتصادية بمجلس الرقة المدني مضخة رفع بئر الهشم خلال هذا الشهر، وأكدت اللجنة في وقت سابق إلى أن إصلاح مضخة بئر الهشم تعتبر خطوة نحو إعادة تأهيل محطة رفع تل السمن لكونها تتغذى بالكهرباء من محطة رفع بئر الهشم.