Tev-Dem

بيان إلى الرأي العام

563

يستقبل الشعب الكردي نوروز هذا  العام في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة والعالم بمجمله، وتشهد سوريا حرب عالمية ثالثة وصراع مباشر بين القوى المتقاتلة فيها وعليها؛ وما يزال يدفع شعب سوريا أثمان باهظة تهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي ،  وتقسيم سوريا ،  وما حرب الإبادة على شعبنا الكردي وعموم الشعوب الأخرى في إقليم عفرين ماهي سوى نتيجة لإصرار الدول  على تنفيذ أجنداتها المدمّرة التي أدت إلى وضع شديد الخطورة في مقدمتها المخططات الفاشيّة التركية ومن يقف إلى جانبها إنْ كانت روسيا أو غيرها من الأطراف الإقليمية والمحلية السورية.  

يحتفل شعبنا الكردي  في الحادي والعشرين من آذار من كل عام بعيد النوروز رأس السنة والعيد القومي الكردي الذي يرمز إلى الولادة الجديدة والحريّة والسلام، يوم انتصار قوى الخير والنور على قوى الشر والظلام،  وهزيمة الطغاة المستبدين على يد أبناء   قبائل وعشائر موزوبوتاميا المتحالفة  من مختلف الأقوام والأجناس وهاهم أحفادهم اليوم يسطرون ملاحم البطولة في خنادق القتال يواجهون آلة الحرب المدمرة للطاغية أردوغان والظلاميين المرتزقة ، وينفذون العمليات الفدائية بهدف إفشال المخططات الظلامية وفرض الذل والعبودية وكسر إرادة الشعوب الحيّة ووحدة مصيرها وعيشها المشترك. فشعبنا الذي يستمد عنفوانه وشموخه من شموخ جباله لم يستكين عبر التاريخ للظلم الواقع على كاهله والشعوب المتعايشة معه ، وقدم  على مذبح الحرية  آلاف الشهداء و الضحايا وواجه الطغاة بكل شجاعة وعنفوان فما تكاد تخبو نار ثورة حتى يشعل الأخرى حتى تحقيق حياة حرة كريمة على مبدأ العيش المشترك وأخوة الشعوب.

يحل علينا نوروز في هذه الأيام ومدينة الزيتون عفرين  تتعرض لعدوان تركي غاشم ومرتزقتها من داعش والنصرة الإرهابيتين، حيث يستخدم الجيش الغازي احدث صنوف الأسلحة المدمرة بما فيها الطيران، والذي تسبب في تدمير البنية التحتية واستشهاد مئات المدنيين، ويطبق اليوم  الحصار على المدينة التي أحتضنت ما يقارب المليون نسمة قبل الغزو التركي  بعد أن نزح إليها مئات الآلاف من المناطق المجاورة التي يسيطر عليها جماعات مسلحة مرتبطة بالاستخبارات التركية. كما أن جيش الاحتلال صعّد آلة الموت ضد أطفال ونساء ومدنيي شعب إقليم عفرين بهدف ترويعهم مسبباً هذه اللحظات أكبر عملية نزوح قسري حيث يفترشون الأرض ويلتحفون السماء  وفاق عددهم مئات الآلاف اغلبهم أطفال ونساء وشيوخ .

إن أعداء الشعب الكردي وأعداء قضيته لا بل حتى وجوده يشبهون بعضهم فتتشابه وحشيتهم؛ وليس من الصدفة أن تتزامن المجازر التي يرتكبها الجيش الفاشي التركي بقيادة الطاغية اردوغان ومجزرة حلبجة التي اقترفها الطاغية صدام في ١٦ آذار قبل ثلاثين عاما واستخدامه السلاح الكيمياوي في مدينة حلبجة  فراح ضحيتها آلاف المدنيين، لكن أردوغان فاق صدام بكل وحشية وهمجية.

شعبنا المقاوم 

النوروز في الذاكرة الجمعية للشعب الكردي ارتبط بالنضال والمقاومة ونكران الذات  واستمرار الحياة وفق مبدأ وذهنية المقاومة هي الحياة. ومقاومة نوروز 2018 تؤكد حقيقة ذلك وتجسّد قيمها في استمرارها ضد الظلم وإرهاب الدولة التركية وتهديدها ضد مشروعنا الديمقراطي الذي يمثل حقيقة الشعوب وتمثيل إرادتها وصون كرامتها من خلال الاصرار على الأخوة ،  والعلاقات التاريخية ، والعيش المشترك  ووحدة المصير.

إننا في الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي TEV DEM  في الوقت الذي نبارك فيه يوم النوروز على شعبنا وشعوب المنطقة  فإننا ندعوه إلى الاستمرار بالنفير العام لدعم ومساندة المقاومة في عفرين التي تتعرض لأبشع غزو عرفه التاريخ، والقيام بكل ما يلزم من آجل افشال العدوان والإرهاب  والحرب المفتوحة التي يشنها الطاغية اردوغان على شعبنا المسالم الآمن واستهدافه في كل مكان ، واليوم بشكل كبير في عفرين. كما أن في نوروز هذا العام لا بد من تجسيد حقيقي للوحدة الوطنية ونبذ الخلافات الحزبية ورص الصفوف لمواجهة الأعداء وافشال مخططاتهم التي تستهدف أخوة الشعوب والحياة المشتركة ، وعلى شعبنا وأصدقائه الاحتجاج على العدوان التركي وجعل من نوروز هذا العام صرخة في وجه الظُلّام والرفع من مستوى النضال والتأكيد على إن خيار النصر هو حتمي ولا تراجع عنه وكذلك تجديد العهد على استمرارية الثورة و المقاومة في أعلى المستويات.

وبهذه المناسبة ندعو المجتمع الدولي والقوى الديمقراطية والمنظمات الحقوقية وعموم مؤسسات المجتمع المدني إلى تحمل مسؤولياتها وإدانة الانتهاكات التي يرتكبها الجيش التركي ومرتزقته الإرهابيين،وتقديم يد العون والمساعدات الانسانية للآلاف من النازحين اللذين باتو في العراء بعد أن تم طردهم وتهجيرهم من قبل الجيش التركي ومرتزقته ، وممارسة أقصى الضغط على النظام التركي لوقف العدوان وإلى سحب قواته من الأراضي السورية المحتلة التي يسعى فيها أردوغان وزمرته الحاكمة إلى إعادة السطلنة العثمانية وتوسيع نفوذه على حساب الدم السوري وعدم إيلاءه أية أهمية للأعراف والمواثيق الدولية من خلال رفعه للعلم التركي فوق مناطق سورية وإعلان إحتلاله لأي منطقة يصل إليها بشكل علني وكأنه يعتبرها أراضي تركية، ونؤكد كذلك على إن شعبنا سيواصل مقاومته ضد الاحتلال التركي في عفرين وسيحرر المدينة وستكفل القوات المقاومة تأمين إعادة الأهالي الذين نزحوا جراء العدوان الهمجي في الوقت المناسب إلى بيوتهم وممتلكاتهم، عفرين ستكون عنواناً لنصر مؤزر بإيمان شعبنا وبسالة أبطاله وبطلاته وسيسجل التاريخ إن كل من سعى وساهم في العدوان على عفرين وشرعن لإحتلالها بأنه عادى القيم والأخلاق والإنسانية وهو شريك القوى التي دمرت سوريا وذبحت شعبها وعلى وجه الخصوص الفئة التي ضلت ضلالها من الكرد والذين سيكونون في خانة الخونة بالبند العريض في التاريخ دون منازع عندما يعلن شعبنا عن النصر العظيم.

عاشت نوروز رمزا للمقاومة وللحرية والسلام

عاشت مقاومة عفرين 

الْخِزْي والعار للطاغية الإرهابي اردوغان 

المجد والخلود للشهداء الابرار

  18آذار 2018                      الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي  tev-dem