Tev-Dem

منار.. قصة أم سلبها داعش حياتها

426

ولدت منار في صيف العام 1975 وتزوجت من مساعد في مخابرات النظام في فترة سيطرتهم على مدينة الطبقة وتركها وهي حامل بابنتها “مي” التي بلغت حالياً ربيعها الخامس.

اضطرت منار بعد أن استفحل بها الفقر، وازدادت مصاريفها مع تقدم ابنتها “مي” في العمر للعمل في أي مجال يتاح لها لتأمين لقمة العيش.

وبعد احتلال مرتزقة داعش لمدينة الطبقة في أواخر العام 2012 ازداد الأمر سوءاً، واتسعت رقعة الفقر بشكل عام وفرضوا حظراً كلياً على عمل المرأة الأمر الذي أثر سلباً على “منار” مع تزايد متطلبات الحياة ، والغلاء الكبير في الأسعار.

عملت منار كممرضة لدى أحد الأطباء في مدينة الطبقة إلّا أن مرتزقة داعش وعقليتهم الظلامية اعتبروا أن عمل المرأة كممرضة لدى طبيب يعتبر من أنواع الخلوة غير الشرعية التي تصل لدرجة “الزنا” فتركت منار العمل لدى الطبيب بضغوط من مرتزقة داعش ، وأقامت عند أهلها الذين بدورهم لا تتوفر لديهم أبسط متطلبات الحياة.

وعاشت منار هي وطفلتها مستعينة بما يقدمه لها الجيران وأهل الخير لها من مساعدات مادية وعينية.

بعد ذلك وبتاريخ 17/أذار /مارس من العام 2016 أتيح لمنار فرصة عمل في صالة نسائية للأنترنت وعملت في هذه الصالة حتى تاريخ 21 من ذات الشهر الذي يصادف عيد الأم حيث كانت منار قد أقامت حفلة لوالدتها في منزل شقيقتها.

والجدير بالذكر هنا أنّ مرتزقة داعش في فترة احتلالهم لمدينة الطبقة، وفرضهم إجراءات أمنية على المدينة بشكل عام قاموا بتخصيص صالات معينة للاتصال الفضائي فقط بعد انقطاع الاتصالات الجوالة منذ فترة احتلال مرتزقة جبهة النصرة والجيش الحر للمدينة، وقاموا أيضاً بتخصيص صالات خاصة بالنساء وتعيين جواسيس أمنيين كما هو الحال بالنسبة لصالات الرجال.

تقول أم حسن والدة منار:”ّ كنا في منزل ابنتي نحتفل بعيد الأم وفي حوالي الساعة 12:30 بعد منتصف الليل داهمت مجموعة مقنعة من المرتزقة “الأمنيين” بيت شقيقة منار بعد مداهمة أولى لمنزل العائلة ومعرفتهم مكان تواجدها من خلال ترهيب ابن أخيها “صافي “لمعرفة مكانها وذلك بعد تفتيش دقيق للمنزل وخاصة الأغراض الشخصية لـ “منار”.

وأضافت والدة منار: “قام المرتزقة على الفور بعد معرفة منار بتعصيب عينيها وسحبها بطريقة بشعة أرهبت جميع الحضورو من ضمنهم طفلتها “مي” التي انهارت من البكاء بعد رؤية والدتها بهذا المنظر المرعب.

قام المرتزقة بعد ذلك بأخذ “منار” بالإضافة إلى “صافي” الذي أخذوه كـ(محرم) لعمته، والمحرم هو الشخص الذي يكون من المحرمين على المرأة حرمة دائمة واقتادوهم إلى مكان مجهول وبعد ثلاث أيام خرج “صافي” في حالة من عدم التوازن والخوف وصلت لدرجة الجنون، وبعد استقرار حالته تبين أنه كان مختطفاً في سجن البرج أّما عمته فلا يدري اين اقتادها المرتزقة.

بادرت والدة: منار” بالسؤال عن ابنتها في كل المراكز الأمنية التابعة لمرتزقة داعش الا أن كل محاولاتها باءت بالفشل وهددها المرتزقة بأن يكون مصيرها كمصير ابنتها في حال عادت وسألت عنها.

لم تستسلم والدة منار وذهبت إلى مدينة الرقة للقاء والي المرتزقة لكن اتضح لها أن الوالي لا يقابله أي شخص كان وعادت مكللة بمزيد من اليأس وخيبة الأمل، والحزن على مصير ابنتها الذي دخل في المجهول.

وتلقت عائلة “منار” بعد هذه الفترة العديد من الاتصالات المجهولة التي تضارب محتواها بين حياة منار وموتها حتى تاريخ 20/نيسان /إبريل من العام 2017 أي بعد أكثر من عام حيث قامت مجموعة من المرتزقة بتبليغ عائلة منار بكتاب خطي بأن ابنتهم قد تم تنفيذ حكم الإعدام بها وكانت التهمة “التعامل مع التحالف وتصوير المجاهدات”.

ومنار هي ليست الضحية الوحيدة في الطبقة، وسبق للمرتزقة قتل نساء أخريات بنفس التهم، مثل رغد الأحمد.

والجدير بالذكر أن الإعدامات التي ينفذها مرتزقة داعش بحق النساء كانت تتم بشكلٍ سرّي  ولا يعرف أين ومتى تم تنفيذ حكم الإعدام ؟  باستثناء عملية الرجم التي كانت تتم في الساحات العامة أمام أنظار الجميع كما ذكرنا في تقرير.