Tev-Dem

‘المشهد يعيد نفسه .. فتية ملثمون وبأيديهم الحجر والمقلاع’

386

الكاتب والمحلل السياسي والذي عاصر الثورة الفلسطينية الإعلامي هاني حبيب، استذكر ما حصل قبل 30 عاماً عندما اندلعت في 8 كانون الأول في عام 1987، الانتفاضة الأولى في فلسطين ضد الاعتداءات الإسرائيلية والتي اطلقت عليها انتفاضة الحجارة.

ويقول هاني حبيب “أن حدث اليوم يشبه حدث الأمس، فاليوم تعود الهبة والصحوة الفلسطينية لمواجهة الخطر الذي يهدد المدينة المقدسة وكافة المعالم الدينية المسيحية والإسلامية، بوجه القرار الأمريكي الذي أعطى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حق القدس عاصمة لما يسمى بإسرائيل”.

ولفت إن الانتفاضة الأولى اندلعت بعد تزايد الظلم المطبق على الفلسطينيين وتابع قائلاً “اليوم، المشهد يعيد نفسه .. فتية وشبان ملثمون، بأيديهم الحجر والمقلاع، يقاومون دفاعاً عن أرضهم ومقدساتهم أمام عترسة القرار الأمريكي والهمجية الإسرائيلية. اليوم التاريخ يعيد نفسه ويقف الشعب الفلسطيني لوحده داخل الساحة ليدافع عن حقوقه، وكافة القادة العرب والمسلمون يكتفون بالحديث عبر وسائلهم الإعلامية”.

وأكد حبيب بأن انتفاضة الحجارة هي مهد الانتفاضات ولا زال الشعب ماضياً في هذا الطريق والدليل بأنه يخطو لوحده متحملاً كافة العواقب، معلناً بأنه مستعد لتحمل التكلفة في سبيل تحرير فلسطين وحماية المقدسات وصولاً لتحرير أرضه واستعادة حقوقه. وأضاف “إن الظروف التي مرت بها انتفاضة الحجارة لا تختلف عن واقع انتفاضة القدس الآن كون المشهد العربي والدولي لم يتغير كثيراً”.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إلى إن القدس أدت دوراً محورياً في الانتفاضة الأولى وما لحقها من هبات وأحداث، وتابع قائلاً “القدس بوصلة كل الأحداث التي تجري في فلسطين. البلدة القديمة هي التي قادت الانتفاضة في القدس وكانت شعلتها الأولى. وكان أبرز ما قدمته القدس في هذه الانتفاضة يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 1990 حين ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في المسجد الأقصى راح ضحيتها 23 شهيداً وأعداد كبيرة من الجرحى”.

وأكد حبيب أن انتفاضة الحجارة الأولى عام 1987 وكذلك الانتفاضة الثانية التي حصلت في عام 2000 بعد دخول شارون إلى القدس، لم تسجل أي حضور عربي أو إسلامي جدي لصالح الفلسطينيين. مشيراً أن الدول العربية والإسلامية ظلت ساكتة بوجه إسرائيل وأمريكا.

وأوضح حبيب أن الدعايات الإعلامية التي يمررها بعض القادة العرب والمسلمون “لن تجدي نفعاً” في اقناع الشعب الفلسطيني بأنهم حريصون على الوقوف بجانب القضية الفلسطينية والعمل على نصرة المسجد الاقصى والمدينة المقدسة، وقال “اليوم الشعب يقول كلمته لهؤلاء الرؤساء” لا نحتاج كلامكم العبثي”، لافتاً إلى امكانية استغلال بعض الدول مثل تركيا، إيران، السعودية والنظام السوري الموقف لصالحهم.