Tev-Dem

قلة الأمطار تسبب في انخفاض انتاج الزيتون في عفرين

494

عفرين- يعتمد معظم سكان مقاطعة عفرين على زراعة الزيتون كمورد أساسي للدخل، ويبدأ موسم جني الزيتون في نهاية أيلول ويستمر حتى شهر كانون الثاني حسب مردودية الموسم، وشهد موسم الزيتون الحالي تراجعاً في نسبة الإنتاج بسبب قلة الأمطار.

وتبلغ مساحة أراضي عفرين حوالي 202 ألف هكتار كلها صالحة للزراعة، أكثر من نصفها مزروعة بأشجار الزيتون والتي تتوزع في جميع نواحيها، وتأتي منطقة جندريسه في المرتبة الأولى نظراً لأراضيها السهلة وخصوبة تربتها ووفرة مياهها ويبلغ عدد أشجارها مليونين و275 ألف و560 شجرة، تليها ناحية شرا ويبلغ عدد أشجار الزيتون فيها حوالي 543189 شجرة، ومن ثم ناحية موباتا 1493180 شجرة، وفي ناحية بلبله 848869 شجرة، شيه 493179 شجرة، ناحية شيراوا 351675 شجرة وآخرها منطقة راجو وعدد أشجارها حوالي 298436 شجرة.

المعاصر

تبدأ 170 معصرة في مقاطعة عفرين بالتحضيرات على قدم وساق لاستقبال موسم جني الزيتون، من تحضير أكياس التعبئة “الخيش” والصفائح المعدنية “التنك” الفارغة، بالإضافة لإجراء التصليحات اللازمة للمعاصر استعداداً لفتح أبوابها للموسم الجديد.

ويبدأ موسم جني الزيتون في المقاطعة على مرحلتين؛ الأولى جني الزيتون الأخضر الذي يباع في المقاطعة من أجل المونة الشتوية.

أما المرحلة الثانية من جني الزيتون فتتزامن مع عمل المعاصر لأن الزيتون في هذه المرحلة يجنى بهدف عصره واستخراج الزيت منه.

وفي هذا السياق، صرح عدد من أصحاب المعاصر في المقاطعة بأن نسبة إنتاج الزيتون تراجعت مقارنة مع الأعوام المنصرمة، معزين ذلك إلى نقص كمية هطول الأمطار وطبيعة المناخ المتقلب الذي شهدته المنطقة بشكل عام.

كما أشار أصحاب المعاصر إلى أنهم كانوا يعملون على مدار 24 ساعة في السنوات الماضية، لكن وبسبب تراجع نسبة الإنتاج يعملون حالياً 8 ساعات فقط يومياً، منوهين بأنهم يواجهون بعض الصعوبات أيضاً نتيجة الحصار المفروض على المقاطعة لتصدير الزيتون الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعاره هذا العام.

الأيدي العاملة

تتواجد بساتين صغيرة في المقاطعة بالإضافة إلى المئات من البساتين والحقول الكبيرة التي يزيد عدد أشجارها عن 500 شجرة، وفي مثل هذه الحالات يضطر أصحاب البساتين إلى الاعتماد على العمال لجني المحصول، والعمال عادة يكونون إما من السكان المحليين أو من الوافدين وخاصة من أهالي محافظة إدلب إلى المقاطعة مما يوفر الأيدي العاملة من أهالي المقاطعة والوافدين إليها.

وتجري عمليات جني محصول الزيتون وتشغيل العمال وفق تقاليد واتفاقيات متوارثة عبر الأجيال، ويتم الاتفاق بين صاحب العمل والعمال على جني المحصول وفق اتفاقية الأجر اليومي.

ويعمل العامل يومياً لمدة 8 ساعات مقابل أجر يومي يختلف من عام إلى آخر، حيث تقاضى العمال هذا العام ما بين الألفين و3 آلاف ل.س حسب ساعات العمل.

إلا أن معظم المزارعين وأصحاب البساتين لا يحبذون هذه الاتفاقية ويفضلون اتفاقية العمل مقابل نسبة عينية من المحصول، وبناء على هذه الاتفاقية فإن العمال يعملون يومياً ويحصلون مقابل عملهم على نسبة عينية من محصول الزيتون.

الحياة التشاركية

بعض العوائل تستغني عن العمال في جني المحصول وخاصة أصحاب البساتين التي لا تزيد عدد أشجارها عن 300 شجرة، وفي هذه الحالة فإن عائلة تضم 10 أفراد مثلاً يمكن أن تجني محصولها خلال شهر تقريباً مما يوفر على أصحاب البساتين مصاريف جني المحصول.

وفي بعض القرى تتعاون العوائل فيما بينها لجني المحصول، حيث يتوجه أفراد عدة عوائل إلى أحد البساتين لجني المحصول وما إن تنتهي من جني المحصول في البستان تتوجه إلى بستان آخر إلى حين الانتهاء من جني محصول القرية بشكل كامل.

وهذه الحالة من التعاون والتشارك لا تتم مقابل مبالغ نقدية أو عينية، بل مجانية يتشارك فيها جميع أهالي القرى كنوع من روح التعاون.

المونة وأنواعها من الزيتون

الزيتون المكسر: يحضر بكسر حبات الزيتون وذلك بوساطة حجر أو مدقات خاصة بكسر الزيتون أو آلياً، بعدها يحفظ في أوعية بلاستيكية أو زجاجية، وتتم إضافة الماء والملح إليه ويتم استبدال الماء بشكل شبه يومي ما يساعد على التقليل من مرارة الزيتون.

’’العتون” حسب التسمية المحلية أو الزيتون الأسود الذي يكون قريباً من النضج: يحضر بطريقة أخرى حيث يتم غليه وتعريضه لأشعة الشمس حتى يصبح قريباً من الجفاف وبعدها يتم حز حبات العتون وتخزينها في أوعية وإضافة الزيت، الزعتر البري، الفلفل والليمون إليها.

والزيتون الخلخالي حسب التسمية المحلية: يحضر بطريقة مختلفة وذلك بإخراج البذرة من داخل الحبة كون الثمرة تمتاز بكبر حجمها، وبعد ذلك يوضع في الماء المملح لفترة من الزمن ليتم حشوه بالجزر أو الجوز بالإضافة إلى خلط الليمون معه.

وهناك نوع آخر من الزيتون يسمى بالمكلس وهو يحضر من الزيتون الخلخالي وذلك بوضعه في الماء وإضافة مادة إليه حتى يفقد مرارته وبعدها يصبح جاهزاً للأكل.

وتعتبر المرأة عماد موسم جني الزيتون في مقاطعة عفرين، ويأتي دورها الأساسي في العمل على جني الثمار، حيث تذهب المرأة منذ الفجر إلى بساتين الزيتون وتعود مساءً.

الأمطار وقلة الإنتاج

قلة الأمطار الموسمية تؤدي بشكل مباشر إلى قلة الإنتاج، كما أن الحرارة الزائدة في فصل الربيع أي فترة الإزهار لها دور كبير في انخفاض الإنتاج والتي تسبب احتراق الأزهار وتساقطها، بالإضافة إلى الأمطار والآفات التي تصاب بها شجرة الزيتون مثل بسيلا الزيتون.

وبحسب مزارعي المقاطعة فإن موسم هذه السنة قليل بسبب قسوة المناخ وقلة الأمطار، وأن نسبة الإنتاج والمردود قليلة مقارنة بالسنوات الماضية.

العفارة

“عفارة الزيتون” موسم إضافي يبدأ بعد انتهاء موسم الجني، ويختص به الأطفال حيث يجنون حبات الزيتون العالقة في الأشجار ليستفيدوا منها في جني قليل من المال يؤمنون به بعض حاجياتهم.

تقليم الزيتون

ويعتبر التقليم من أهم عمليات الخدمة المؤثرة على الإنتاج، حيث أنه يوجه نحو تنشيط نمو أغصان جديدة من أجل حمل الثمار في الموسم القادم وإنتاج ثمار ذات مواصفات جيدة مع التقليل من فرص الإصابة بالآفات.