Tev-Dem

صبري أوك: كل الأحداث والوقائع تنذر الكرد بأن يتحدوا

476

وفي القسم الثاني من الحوار الذي أجرته وكالة أنباء هاوار مع عضو الهيئة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني KCK صبري أوك، قيَّم أوك النزاعات والأزمة بين باشور كردستان، والعراق، والاتفاقات بين إيران، العراق، وتركيا بعد الاستفتاء الذي أجري في باشور “جنوب كردستان.

نود التطرق قليلاً إلى الأزمة بين باشور كردستان، والعراق، وخاصة ما جرى في كركوك، والتي أدت إلى قطع العلاقات بين الطرفين، وبهذا الخصوص برأيكم ما هو الحل للخروج من هذه الأزمة؟

ما حصل لم يكن جيداً لما حققه الكرد، والانطباع الذي شكلوه، ولهذا يجب على الكرد التحقيق مع العقلية التي كانت السبب فيما حدث، لأن الكرد استطاعوا أن يشكلوا انطباعاً جيداً لهم في العالم، وما حدث بعد الاستفتاء زعزع هذا الانطباع.

كيف خسر الكرد ما حققوه من مكاسب خلال الأعوام الثلاثة الماضية؟ يجب على الكرد طرح هذا السؤال، ففي حال لم يحصل الشعب، المثقفون، السياسيون على جواب لهذه الأسئلة من الغير الممكن وضع حل لهذه الأخطاء، والوصول إلى حل.

أطراف باشور كردستان قبلوا الدستور العراقي، وبحسب ما سمعناه فإنهم لن ينشروا خبر إبطال الاستفتاء، أو أنهم سيخفونه، واتضح هذا في وسائل الإعلام، وهذه التصرفات والتقربات بعيدة عن أخلاق السياسة، فهم ينظرون إلى الشعب كـ “ماشية”، ومن غير الممكن القبول بمثل هذه السياسات المزاجية، الأخطاء في السياسة غير مقبولة، فعلى المرء أن يخرج أمام المجتمع، وأن يقول الأسباب، وأن يطلب السماح والعفو من الشعب، فمن الممكن أن تكون الأخطاء سبباً ليصلح المرء نفسه، ويعود إلى الصواب.

ولكن لم يكن الأمر على هذا النحو في باشور، فالشعب هو من يدفع فاتورة السياسات الخاطئة، الآن بعد أن فقدوا الكثير، يركضون وراء الأشياء التي تنقذهم، ولهذا وإن كان الوقت قد تأخر يجب اتباع سياسة ديمقراطية والعمل عليها.

كما أنه اتضح مرة أخرى، في باشور كردستان، بأن المشاكل بين الشعوب المتعايشة مع بعضها عبر التاريخ لا يمكن حلها من خلال التقربات السلطوية والاستبدادية، ففي حقيقة الأمر هذه العقلية هي سبب هذه المشاكل، فإن ترسخت الديمقراطية في باشور ستحل هذه المشاكل، ولكن إذا كان التقرب وفق محسوبيات السلطة، فإنه سيقود إلى الخسارة.

ماذا تقولون عن السياسة الداخلية في باشور كردستان؟ الآن الأطراف تتهم بعضها بالخيانة.إن استمر الوضع على هذا النحو إلى أين ستؤول الأمور في باشور ؟

الذي أعرفه أن السياسة التي كانت تسير في باشور كردستان فشلت، المهم هنا أن نعلم التناقضات الحالية تخدم من ؟! هل يفتحون الطريق أمام السياسة الديمقراطية أم لا؟ هذا هو المهم.

في التاريخ هناك أمثلة على ذلك، فبعد أن دعوا صدام مع دباباته إلى هولير، اليوم يتهمون بعضهم في مسألة كركوك. في الحقيقة عندما يرى المرء سياسة تسير بشكل خاطئ فهذا يعني أن هناك عقلاً خاطئاً يسير تلك السياسة. بهذه العقلية لا يستطيعون إقناع الشعب ولا يستطيعون حل المشاكل العالقة، بل على العكس سيبقون بلا إرادة وسيبقون يخدمون إيران، تركيا والعراق، يجب ألا نسمح لنشوء هكذا أرضية.

ولسد الطريق أمام هذا السياسات يجب أن نوحد الصف الكردي. لو اتحد الكرد، لكانت الدبلوماسية الكردية وقواتها أقوى من الآن، كما أن الأمور في باشور لم تكن لتصل إلى هذا الوضع، الحمل كان سيخف على الكرد. لذلك يجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK والاتحاد الوطني الكردستاني YNK وحركة التغيير أن يأخذوا عبرة مما يحصل يومياً في باشور، والتوجه إلى العمل على توحيد الصف الكردي بدلاً من أن يتهموا بعضهم. كردستان هي أربعة أجزاء وإن قسمت باشور ما بين السليمانية وهولير فالأمر سيكون مأساوياً.

عندما أجري الاستفتاء كان الكل يظن أن تركيا ستدعمه، لكن حصل عكس ذلكعندما تدخل العراق في أراضي باشور ماذا كان دور تركيا ؟

برأيي تدخل تركيا في باشور كان ظاهراً، لا أوقن أن تركيا ستقبل يوماً باستقلال باشور كردستان، تركيا في تاريخها دائماً ارتكبت المجازر والجرائم بحق الشعب الكردي، تركيا لا تريد استقلال باشور ولن تقبل، وهذا واضح من خلال أفعالها وجرائمها.

عندما قالت حكومة باشور إنها ستستقل، فإن تركيا راوغت ولم تبد ردة فعل قوية، لكن بالتأكيد تركيا وأردوغان ضد الاستقلال، ويخافون من أن يلقي استقلال باشور بظلاله على أجزاء كردستان الأخرى. بعد 3 سنوات لا أحد يعلم ما الذي سيحصل، الدول تفكر باستراتيجية. تركيا قالت للعراق اضربوا باشور نحن سنساندكم، وعلى الفور شنوا هجمات على سلوبي بباكور كردستان. الذي جعل إيران تتدخل في المنطقة كانت تركيا، وأينما وجدت مسألة فيها الكرد تركيا تتواجد هناك، وتمارس التدمير والإبادة، وتفعل ذلك في روج آفا، باشور وباكور.

لا أعلم إن كان الحزب الديمقراطي الكردستاني قد استنتج شيئاً ما من الذي حصل، لكن لا تظهر أي إثباتات على الأرض أنها استنتجت شيئاً ما, الدولة التركية كانت أكثر دولة عارضت الاستفتاء. لكن عندما ضرب الزلزال أراضي باشور وروجهلات كردستان، أظهرت وجهاً آخر وأرسلت البعض من المساعدات، هذه هي سياسة الدولة التركية التي لا تفهم.

يجب على الكرد أن يعلموا بأن الدولة التركية لن تكون صديقة لهم، ولن تجلب الخير للكرد أبداً. بالتأكيد إذا لم تتلقَّ تركيا ضربات قوية من قبل الكرد فلن تجري محادثات  معهم، نحن نعرف الدولة التركية بشكل جيد، لذلك يجب على الكل أن يكون حذراً.

بحسب رأيكم هل تعرف الحزب الديمقراطي الكردستاني على السياسة التي سيّرت في الاستفتاء بشكل جيد ؟

هم يقولون إننا نفهم بالسياسة، لكن عندما نرى الأحداث ونتائجها، نرى أنهم يفشلون ولا يستطيعون فهم السياسة التي تدار، ولا أعلم ماذا ينتظرون حتى يفهوا ما يحصل. هدف الدولة التركية من سياستها المرنة تجاه الديمقراطي الكردستاني هو القضاء على ثورة باكور كردستان وتصفية حزب العمال الكردستاني، وإن لم يكن حزب العمال متواجداً لما اعترفت تركيا بباشور وحكومتها. تركيا تريد أن تسيّر سياسة الصهر والقتل في كل مكان ويجب على الديمقراطي الكردستاني أن يعلم ذلك.

يجب علينا أن ننشئ علاقات اقتصادية، لكن ليست علاقات تضر الكرد، يجب أن تكون العلاقات في خدمة الكرد، يجب ألا ننتظر من الدولة التركية أن تخدمنا من الناحية الاقتصادية، يجب ألا نقع في هذا الخطأ، ويجب على الديمقراطي الكردستاني أن يستنتج أشياء من هذا الأمر.

الكرد من الآن فصاعداً  ماذا سيفعلون ؟

إن نظر الكرد إلى القوى الاستبدادية وحللوها فسيعرفون ماذا سيفعلون. فعلى الرغم من أنهم أعداء، لكن عندما يتعلق الأمر بالكرد يتحدون، فلماذا لا يتحد الكرد ؟ المشكلة هنا. الدول التي أبقت الكرد من دون إرادة وإدارة، باتت تتحد، فلماذا الكرد لا يتحدون ؟ يجب علينا فهم السياسة الاستبدادية للدول على الكرد، يجب على الكرد أن يتعرفوا على تاريخهم، وأن يعملوا على ترسيخ مفهوم الديمقراطية، يجب أن يتحدوا، ولإبقاء المكتسبات التي كسبها الشعب الكردي يجب أن نفعل هذا.