Tev-Dem

مسيرة الفنان الراحل جميل هورو

547

في بدايات حياة الراحل جميل هورو كان تلميذاً للعلوم الدينية وقد تعلم على يد الشيخ محمد شيخ حيدر في قرية جولاق. وليستطيع جميل هورو إعالة عائلته الكبيرة كانت تجبره الظروف للعمل في مختلف الأعمال حيث فتح محل نجارة بمنطقة جندريسه كان يعمل بالمحل ليعيل الأسرة رغم كبر سنه وآلام جراح العملية الجراحية التي كان قد إجراءها في وقت قريب.

كما أن جميل هورو وخلال فترة استقراره في حي الشيخ مقصود افتتح مقهى بالحي ولازال المقهى حتى يومنا هذا يعرف باسمه (مقهى جميل هورو)، وكذلك أنشأ مقصفاً عند قرية تل سلور القريب من جندريسه حيث كل عمله ووفائه للفن والغناء الكردي لم تكن لتعيله وتعيل العائلة.

 حياته السياسية

كان الراحل جميل هورو أحد أعضاء الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، وقد بقي ضمن صفوف البارتي، وتعرض نتيجة نشاطه السياسي للاعتقال والملاحقة والسجن في فترة الوحدة بين سوريا ومصر، وتحمل التعذيب الشديد على مدى ثمانين يوماً. كونه قام مع ثلاثة آخرين من رفاقه بإشعال شعلة نوروز وهم أول من أشعلوا نيران نوروز في المنطقة. بعد خروجهم من السجن نقل إلى مشفى الرازي، لكن عندما علم الطبيب بأنه كردي وسياسي رفض معالجته وتم على أثر ذلك مداواته في بيت أحد الأطباء الكرد.

ونتيجة الملاحقات الأمنية أضطر إلى الخروج من سوريا مع عائلته إلى تركيا وبقي هناك فترة من الزمن باسم مستعار “عبد القهرمان”، ثم انتقل إلى جنوب كردستان حيث بقي فترة من الزمن.

حياته الفنية

في عمر 10 سنوات وعندما كان يتعلم على تجويد وتلاوة الآيات القرآنية في قرية جولاق والتي شكلت أساساً متيناً للنغمة الموسيقية لدى الفنان الراحل جميل هورو، اكتشف إنه يملك صوتاً جميلاً وهو يتلو الآيات وبعض الأناشيد المدرسية والدينية، هكذا يترك التعليم الديني ليبدأ حياته مع الأغاني الكردية في الأعراس والاحتفالات العفرينية.

وفي عامي 1965-1966 سجل جميل هورو أولى ألبوماته وأسطواناته في أستوديو “س كامل” بحلب تضمنت عدة أغاني؛ (Memê Alan Feteh beg, Ûsib Şer, Xana Dinê, Eyşa Îbê, Dizo, Cebelî, Xemê Zalim, Tosino, Wey lawo.. Lo bavo)   وغيرها الكثير من الأغاني التراثية والفلكلورية مع بعض الأغاني الخاصة به مثل أغنيته الأخيرة “لو بافو”.

كانت تلك المرحلة الأولى من مشواره الفني ولكن ونتيجة استمرار الملاحقة الأمنية غادر البلاد عام 1970م متوجهاً صوب تركيا، وهناك وسجل مع الفنانة الكردية عيششان أسطوانة ضمنت العديد من الأغاني.

وسجل الراحل في المرحلة الثانية من مشواره الفني في الغناء الكردي عدداً من الأغاني منها: (Leyla Qasim, Şêx Seîd, Ebro kevan, Keça Kurda, Berzanî, Pêşmergê Kurd, Newroz, Delalê Milanî, Ay felek ..felek, Gula Nesrînê)  وغيرها من الأغاني التي تمجد الثورة الكردية ورموزها النضالية.

شارك الراحل جميل هورو في مهرجان سوق الإنتاج في 2 من شهر تموز عام 1972 مع عدد من الفنانين الكرد والعرب منهم “صلاح رسول، سعيدكو” وغيرهما وكما شارك مع عدد من الفنانين الآخرين مثل “سعيد يوسف، شيرين، سعيدكو، سيفي متين وفرقة عفرين للرقص وذلك إلى جانب الراحل عارف جزراوي” عملاق الأغنية الكردية وذلك في سينما ريفولي في لبنان بمهرجان واحتفال عيد النوروز.

وكذلك شارك وبرفقته فرقة عفرين للرقص في احتفال نوروز في مدينة قامشلو مع الفنانين صلاح رسول، محمود عزيز، سعيدو، وسعيد يوسف.

لقد أغنى الراحل جميل هورو المكتبة الكردية بالعديد من التسجيلات والأغاني الفلكلورية والتراثية بالإضافة إلى أغانيه الخاصة وقد سجل عدد من الألبومات في تركيا مثل (1- Bedev, “Bedew” can.Salih bey, “beg”.2- Lo lavo, “lo lawo”.3Mem û Zîn.، 4- Teyar axa )، بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقاً.

الفنان الراحل جميل هورو أصبح أحد أهم الرموز الغنائية العفرينية وكان الراحل يستمع إلى بعض الفنانين الذين كانوا يحظون عنده ببعض الخصوصية مثل؛ محمد شيخو، تحسين طه، نشأت آرتاش، نوري سوزكوزل.

رحل الفنان جميل هورو بتاريخ 19 أيلول عام 1989 في مشفى أبن الرشد بحلب وذلك إثر مرض عضال ليدفن في مقبرة حنان القريبة من قرية كفرجنة بمقاطعة عفرين وذلك إلى جانب المناضل الكردي “نوري ديرسمي”،.

كانت أخر وصيت الراحل لأبنه البكر بأنه وعندما تقام كردستان الكبرى عليه أن يأتي مع الطبالين والمغردين إلى قبره ليقول له “قم..قم”  فقد تحقق الحلم.